تخيلوا بعد النجاح الذي حققه المدير الفني لمنتخب الشباب الرائع خالد القروني، أنه دخل في مفاوضات مع اتحاد الكرة في عقده الجديد وهذه المفاوضات وصلت للإعلاميين الرياضيين، ما الذي سيحدث؟
من المؤكد أن الغالبية ستلعب على مسألة خدمة الوطن وأين الوطنية وأن على القروني شكر الاتحاد الذي منحه شرفاً بتدريب المنتخب، أو كما يقال عادة "يحمد ربه" ؟.
هذه الوطنية التي يتم الضغط بها على القروني وباقي المدربين الوطنيين، لا تحضر حين يتم التعاقد مع "رايكارد" على سبيل المثال وباستطاعته أن يتفاوض, بل وسيرى الكثير أن من حقه وضع شروطه، بيد أن هذا الحق يختفي, إذ يحضر المواطن المدرب ويتم إرهابه في مسألة الوطنية وأن عليه أن يتنازل عن حقه بالتفاوض ليثب أنه وطني.
وهذا الضغط هو من جعل أغلب المدربين الوطنيين لا يطورون مستواهم ولا يعملون على أنفسهم ، لأن الحافز اختفى وأعني هنا العقود التي يحصل عليها مدربون مثل "رايكارد"، الذي يمكن لي القول إن عقده أعلى من عقود المدربين السعوديين مجتمعين، فيما المدرب الوطني غير قادر على التفاوض، فإما يتم الهجوم عليه باسم الوطنية، أو بأنه ابن النادي وعليه أن يضحي ليثبت ولاءه.
وإلى أن نكف عن إرهاب المدرب السعودي باسم الوطنية تارة وباسم ابن النادي تارة أخرى ، سيستمر الحافز غائبا وسنستمر في التعاقد مع المديرين الفنيين من الخارج . عليّ أن أنبه لأمر مهم حتى لا يعتقد البعض أن الأمر مرتبط "بشيفونية" أي أني ضد غير السعودي وهذا الأمر هو : لست ضد أن يضع "رايكارد" الشروط التي يريدها وأن يحصل على بعضها أو جلها أو كلها ، فهذا حق مشروع له ، كما أتمنى أن يأتي يوم ويصبح حقا أيضا للمدرب السعودي دون أن يقال عنه إذ يضع شروطه : "أنت بلا وطنية".
نقلاً عن جريدة النادي